نشأة الأدب العربي
ظلَّ الأدب العربي مد ّة طويلة يعتمد على الرّواية قبل أن يعتمد على الكتابة٬ شأنه في ذلك شأن معظم الآداب القديمة.
ولم يظهر الشـّعر العربيّ٬ كما نعرفه٬ في ما وصل إلينا من أدب الجاهليـّة وكما هو معروف اليوم. فقد سبق هذا النـّضوج تطوّر في المعنى وفي المبنى وكان هذا التـّطوّر طويلا ً. وقد قيل أن الحداء أصل الشـّعر وأنّ أوزان الشـّعر العربي رتـّبت على وقع أقدام الإبل.
وكان الشـّعر العربيّ٬ من أصل وضعه٬ ذات ميـّزات خاصـّة تقوم على انتقاء الألفاظ٬ ترتيبها ترتيبا ً موسيقيـّا ً خاصـّا تألـّف منه ما نسمـّيه الوزن الشـّعري٬ ألفاظ تنتهي بحروفٍ متشابهة هي بمثابة قرار لتلك الموسيقى تسمـّى قافية.
ويتـّفق مؤرّخو الأدب على أنّ الرّجز أقدم أنواع الشـّعر تاريخا ً؛ وأنّ الوزن والقافية كانا يساعدان على الإنشاد ويجعلان الشـّعر شديد الإرتباط بالغناء ولا عجب في ذلك: فالشـّعر يشتمل على موسيقى الألفاظ والغناء يشتمل على موسيقى الألحان. ومن المرجـّح أنّ العرب كانوا في بدء أمرهم ينشدون الشـّعر ويتغنـّون به وفقا ً لما تقتضيه الأحوال.
الأدب العربيّ مرآة تتجلـّى فيها الرّوح العربيـّة في جميع أطوارها: الأصالة والإمتزاج٬ البداوة والحضارة٬ النـّهوض والجمود٬ القوّة والضـّعف. فهو مرآة تنازع البقاء والتـّحرّر من كلّ نير يحفل بالفخر والحماسة والفروسيـّة ووصف المعارك وآلاتها والوحوش وفلواتها والفرس والنـّاقة مطيتي المغامرات٬ ويحفل بالهجاء الـّذي يزود عن الأعراض عندما لا تزود عنها السـّيوف والرّماح.
وهو مرآة للعقل البدويّ الـّذي يغلب على أدبه الفطرة والطـّبع أكثر من الإكتساب والجهد، فكان ذلك سبباً في ضعف المنطق والتـّسلسل في الشـّعر العربي والمؤلـّفات الأدبيـّة.
وهو مرآة حياة أرستقراطيـّة أكسبته من جهة رفيعة ونفسا ً عاليا ً ومن جهة أخرى جعلته يبتعد عن الحياة الشـّخصيـّة والحياة العامـّة وعن الشـّعور الإنسانيّ الخالد٬ ويصدر عن العاطفة الصادّقة ويشغل في ميدان ضيـّق من التـّزلف والتكسـّب: من مدح ورساء وما إلى ذلك من أمور تقيـّد القريحة الشعريـّة. وحتـّى في الغزل نزع الأدب العربيّ نزعة التـّقاليد إرضاء للخواطر وتعويضا ً عن الوحي الطـّليق. فأصبح الأدب أدب مناسبات لا أدب وحي. وقد غلب ذلك في العهد العبـّاسيّ خصوصا ً. مع أنّ الأدب العربيّ لم يخلُ من الأدب الشـّعبي المتحرّر كأدب أبي نوّاس وأدب الجاحظ وروايات ألف ليلة وليلة وسواها. والأدب العربيّ مرآة للحياة اللا ّهية الـّتي عرفها العرب وغزتها عادات الشـّعوب المجاورة غير العربيـّة التي اختلط بها العرب عن طريق الفتوحات والتـّجارة والجوار فكان من جرّاء ذلك الأدب الخمريّ والغزل والموسيقى ووصف اللـّهو على أنواعه.
كما أنّ الأدب مرآة للامتزاج بين العقل العربيّ والعقل اليونانيّ وحكمة الهنود والفرس والـّذي نتج عنه التـّأمـّل والعلم٬ وخاصـّة في العهد العبـّاسيّ حيث ظهر الزّهد والتـّصوف والعلم بكافـّة فروعه واكتسبت فيه الحكمة والمثل عمقا ً وقوّة ً.
أخيرا ً٬ إنّ الأدب العربيّ مرآة الوعي والإنفتاح. ذلك أنّ العربيّ ينفتح بسهولة على الثـّقافات العالميـّة ويتكيـّف معها بسرعة ويحسن الإفادة من كل حالة٬ هذا الإنفتاح يتجلـّى في أدب النـّهضة الأخيرة والأدب المعاصر٬ حيث تتوفـّر فيه العناصر العالميـّة والإنسانيـّة ويتـّسع نطاق الفنون الأدبيـّة شعرا ً ونثرا ً.
خلع هذا النـّوع من التـّفكير على الأدب العربيّ جمالا ً خاصا ً٬ لأنّ انحصار النـّظر في الجزئيـّات يساعد على النـّفوذ إلى باطنها. هكذا امتلأ الأدب العربيّ بـِحكـَم ٍ قصيرةٍ رائعةٍ وأمثال حكيمة وأبيات ومقطوعات شعريـّة فريدة.
ظلَّ الأدب العربي مد ّة طويلة يعتمد على الرّواية قبل أن يعتمد على الكتابة٬ شأنه في ذلك شأن معظم الآداب القديمة.
ولم يظهر الشـّعر العربيّ٬ كما نعرفه٬ في ما وصل إلينا من أدب الجاهليـّة وكما هو معروف اليوم. فقد سبق هذا النـّضوج تطوّر في المعنى وفي المبنى وكان هذا التـّطوّر طويلا ً. وقد قيل أن الحداء أصل الشـّعر وأنّ أوزان الشـّعر العربي رتـّبت على وقع أقدام الإبل.
وكان الشـّعر العربيّ٬ من أصل وضعه٬ ذات ميـّزات خاصـّة تقوم على انتقاء الألفاظ٬ ترتيبها ترتيبا ً موسيقيـّا ً خاصـّا تألـّف منه ما نسمـّيه الوزن الشـّعري٬ ألفاظ تنتهي بحروفٍ متشابهة هي بمثابة قرار لتلك الموسيقى تسمـّى قافية.
ويتـّفق مؤرّخو الأدب على أنّ الرّجز أقدم أنواع الشـّعر تاريخا ً؛ وأنّ الوزن والقافية كانا يساعدان على الإنشاد ويجعلان الشـّعر شديد الإرتباط بالغناء ولا عجب في ذلك: فالشـّعر يشتمل على موسيقى الألفاظ والغناء يشتمل على موسيقى الألحان. ومن المرجـّح أنّ العرب كانوا في بدء أمرهم ينشدون الشـّعر ويتغنـّون به وفقا ً لما تقتضيه الأحوال.
الأدب العربيّ مرآة تتجلـّى فيها الرّوح العربيـّة في جميع أطوارها: الأصالة والإمتزاج٬ البداوة والحضارة٬ النـّهوض والجمود٬ القوّة والضـّعف. فهو مرآة تنازع البقاء والتـّحرّر من كلّ نير يحفل بالفخر والحماسة والفروسيـّة ووصف المعارك وآلاتها والوحوش وفلواتها والفرس والنـّاقة مطيتي المغامرات٬ ويحفل بالهجاء الـّذي يزود عن الأعراض عندما لا تزود عنها السـّيوف والرّماح.
وهو مرآة للعقل البدويّ الـّذي يغلب على أدبه الفطرة والطـّبع أكثر من الإكتساب والجهد، فكان ذلك سبباً في ضعف المنطق والتـّسلسل في الشـّعر العربي والمؤلـّفات الأدبيـّة.
وهو مرآة حياة أرستقراطيـّة أكسبته من جهة رفيعة ونفسا ً عاليا ً ومن جهة أخرى جعلته يبتعد عن الحياة الشـّخصيـّة والحياة العامـّة وعن الشـّعور الإنسانيّ الخالد٬ ويصدر عن العاطفة الصادّقة ويشغل في ميدان ضيـّق من التـّزلف والتكسـّب: من مدح ورساء وما إلى ذلك من أمور تقيـّد القريحة الشعريـّة. وحتـّى في الغزل نزع الأدب العربيّ نزعة التـّقاليد إرضاء للخواطر وتعويضا ً عن الوحي الطـّليق. فأصبح الأدب أدب مناسبات لا أدب وحي. وقد غلب ذلك في العهد العبـّاسيّ خصوصا ً. مع أنّ الأدب العربيّ لم يخلُ من الأدب الشـّعبي المتحرّر كأدب أبي نوّاس وأدب الجاحظ وروايات ألف ليلة وليلة وسواها. والأدب العربيّ مرآة للحياة اللا ّهية الـّتي عرفها العرب وغزتها عادات الشـّعوب المجاورة غير العربيـّة التي اختلط بها العرب عن طريق الفتوحات والتـّجارة والجوار فكان من جرّاء ذلك الأدب الخمريّ والغزل والموسيقى ووصف اللـّهو على أنواعه.
كما أنّ الأدب مرآة للامتزاج بين العقل العربيّ والعقل اليونانيّ وحكمة الهنود والفرس والـّذي نتج عنه التـّأمـّل والعلم٬ وخاصـّة في العهد العبـّاسيّ حيث ظهر الزّهد والتـّصوف والعلم بكافـّة فروعه واكتسبت فيه الحكمة والمثل عمقا ً وقوّة ً.
أخيرا ً٬ إنّ الأدب العربيّ مرآة الوعي والإنفتاح. ذلك أنّ العربيّ ينفتح بسهولة على الثـّقافات العالميـّة ويتكيـّف معها بسرعة ويحسن الإفادة من كل حالة٬ هذا الإنفتاح يتجلـّى في أدب النـّهضة الأخيرة والأدب المعاصر٬ حيث تتوفـّر فيه العناصر العالميـّة والإنسانيـّة ويتـّسع نطاق الفنون الأدبيـّة شعرا ً ونثرا ً.
خلع هذا النـّوع من التـّفكير على الأدب العربيّ جمالا ً خاصا ً٬ لأنّ انحصار النـّظر في الجزئيـّات يساعد على النـّفوذ إلى باطنها. هكذا امتلأ الأدب العربيّ بـِحكـَم ٍ قصيرةٍ رائعةٍ وأمثال حكيمة وأبيات ومقطوعات شعريـّة فريدة.
الأحد مايو 08, 2011 5:27 am من طرف Samer Al Sayegh
» مباراة الشعر--
الثلاثاء مايو 03, 2011 8:15 pm من طرف هيثم فرج
» مباراة الشعر في اللغة العربية
الإثنين مايو 02, 2011 4:11 am من طرف hanin
» urgent
الخميس أبريل 28, 2011 5:55 pm من طرف Samer Al Sayegh
» المطالبة بإلغاء التصويت عن مباراة إالقاء الشعر الحلقة الرابعة (أ)
الإثنين أبريل 25, 2011 6:03 pm من طرف Samer Al Sayegh
» التصويت لمباراة القاء الشعر : الحلقة الثالثة ( ب )
الإثنين أبريل 25, 2011 4:08 am من طرف hanin
» التصويت لمباراة القاء الشعر : الحلقة الرابعة ( أ )
الإثنين أبريل 25, 2011 12:56 am من طرف Samer Al Sayegh
» التصويت لمباراة القاء الشعر : الحلقة الثالثة ( أ )
الأحد أبريل 24, 2011 12:40 am من طرف Samer Al Sayegh
» التصويت لمباراة القاء الشعر : الحلقة الرابعة ( ب )
الأحد أبريل 24, 2011 12:38 am من طرف Samer Al Sayegh