بين الماضي والحاضر

كرم ، وفاء ،مروءة ورجولة : كان ذلك ماضينا .
تنافر ، تباعد ، حقد وضغينة :هذا هو حاضرنا .
غموض ، غيهب ، وهم وسراب : ربّما ذلك مستقبلنا !
ولكن ما مصيرنا ؟
حفل تاريخنا أمجادا ، توجّت ايامنا انتصارات ، دونت اخبارنا موسوعات ، فما بالنا ننتزع اعماق جذورنا ؟
شواطئنا مهد الابجدية ، تبكي ماضيها العريق ، تنشد فينيقيا يعيد حبات رملها حروفا ذهبية .
قلاعنا الصامدة رمز حضارتنا تتطاول وتقاوم ، توقظ الحس فينا ، علنا نستفيق ونرمم حجارتها الابدية ..
قصر الحمراء شاهد قدراتنا ينتظر التفاتة منا ، تعيد اليه هويته الحقيقية .
ماذا دهانا ايها العرب؟
لم استبدلنا خيولنا الاصيلة بعفاريت حديدية ؟
اين تقاليدنا ؟ بل اين اعراف المحبة التي اعتدنا عليها ؟
اين الوفاء والخصال الحميدة ؟ بل اين قصص السموأل من حاضرنا ؟
كلها ذهبت مع ريح الجديد المستحدث .
نسينا ماضينا واحرقناه بثقاب رغبة نمت فتبلورت واصبحت حاجة شعوبية عالمية لإحياء عهد الرقيق ولكن بصورة مزخرفة.
اتخمنا علما وتقدما ، جعنا محبة وتسامحا !
كفانا ايها العرب غبنا وتداعيا ! فلنجمع اشتاتنا ، ولنعد الى شرقنا عهد البساطة الواضحة ، وليشقَ الآخرون باختراع اسباب فنائهم ، فبوحدتنا تشتتهم ، وبمحبتنا تفرقهم .